السبت، ١ مارس ٢٠٠٨

أولادي... أولادي


في العادة هو لا يهتم بمشاهدة نشرات الأخبار ولا حتى قرأة الصحف، وليس هذا عدم اهتمام بأمر المسلمين، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وإنما ذلك لسببين:
أولهما: انه لديه ما يكفيه من أحزان ولا يريد زيادتها.
ثانيهما: وهو السبب الرئيسي وهو انه لا يملك لهم إلا ثلاثة أشياء: الدعاء والتبرع والمقاطعة، وهو يحاول قدر استطاعته فعل ما يمكنه فعله، ومع ذلك فهو يعتقد أن هذه سلبية إلى حد ما.
ومع حرصه على عدم مشاهدة النشرات، إلا إن القدر شاء أن يريه مشهد آلامه كثير وزاده حزنا على حزنه، وهو مشهد أب في غزة- بعد قذف منزله الذي كان يضم زوجته وأولاده – وهو يبكى ويصرخ أولادي أولادي ، والرجل كان في حالة من الأسى والحزن لا توصف ، وعندها علم أن ما يعانيه من حزن على أشياء يستطيع أن يقول عنها الآن تافهة ليس حزنا إنما هو نوع من الدلع والغفلة عن معالي الأمور وانه لا يوجد ما يحزن مثل وضع المسلمين في كل مكان.