الأربعاء، ٣ سبتمبر ٢٠٠٨

لحظات من اللا ضمير


- قال لي:
وددت لو محيت هذه الفترة من عمري بممحاة، لا ادري أجننت أم فقدت عقلي، أم هي الآن لحظات من وخزات الضمير الذي كان حينها في سبات عميق، ولكن مع الأسف لن يجدي الآن الندم، ومع انه لن يجدي إلا انه مازال حق من حقوقي المشروعة.
- فأجبته قائلا :
كما إن للضمير وخزات في حياة الفرد، فان لضمير كل فرد منا فترات من السبات العميق أوهى لحظات من اللا ضمير، وكما أن في حياة كل فرد منا ما يفخر به، فهناك أيضا في حياة كل فرد منا ما يخجل منه،
ولا يهم ما نفخر به أو نخجل منه أمام الناس، المهم أمام أنفسنا، فمن أول الأسباب للسقوط في الهاوية، هي فقدان الشخص احترامه لنفسه،
والندم كما قلت مشروع، بل هو محمود، ولكن ينبغي أن ندرك الفرق بين الندم والحسرة والأسف،
والمهم أن يعي الإنسان هذه الحقائق

الخميس، ١٤ أغسطس ٢٠٠٨

حتى انت يا أنا ( تهييسة ليلية 1)


حتى انت يا أنا ( تهييسة ليلية 1)

- إيه اللي انت بتعملوا ده ، عيب ما ينفعش الكلام ده !
- وانت مالك ، ثم سيادتك تطلع مين ؟
- وكمان ما تعرفنيش.
- آه ما اعرفكش.
- أنا انت
- حلوة دي لما انت تبقى أنا، امال أنا أبقى مين
- أنا انت وانت أنا
- يا سلام! وإذا كنت انت أنا سايبنى ليه طول الوقت ده وجاى تنتقدنى دلوقتى، فينك من زمان!
- أصل أنا ما بطلعش طول الوقت، أنا سايبك لنفسك طول الوقت لحد لحظة معينة باخرج فيها
- هو انت اللي تملى تعابنى وأنا مش عارف السبب، دا أنا نفسي تبقى معايا عالطول
- مش ممكن
- طب ليه
- مش عارف
- طب ياترى كل الناس اللي حوالينا معاهم الأنا بتاعتهم عالطول ولا بتطلعلهم زيي من وقت للتانى
- ماعرفش، اسألهم!
- بص بقى أنا هاخيرك بين أمرين إما تفضل معايا علطول أو تختفي من حياتي علطول.
- مش بمزاجك؟
- هاخد حبية دواء وأجيبك معايا علطول وهاانتصر عليك
- تفتكر انك ممكن تقدر عليا بحبوب الدواء اللي في الدنيا دى كلها، كان غيرك اشطر
- هاحاول، بس أنا عندي أمل كبير.
- أنا بترجاك أوعى تمشى وتسيبنى.
- مش بيدى، لازم اسيبك
- حتى انت يا أنا.

السبت، ١ مارس ٢٠٠٨

أولادي... أولادي


في العادة هو لا يهتم بمشاهدة نشرات الأخبار ولا حتى قرأة الصحف، وليس هذا عدم اهتمام بأمر المسلمين، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وإنما ذلك لسببين:
أولهما: انه لديه ما يكفيه من أحزان ولا يريد زيادتها.
ثانيهما: وهو السبب الرئيسي وهو انه لا يملك لهم إلا ثلاثة أشياء: الدعاء والتبرع والمقاطعة، وهو يحاول قدر استطاعته فعل ما يمكنه فعله، ومع ذلك فهو يعتقد أن هذه سلبية إلى حد ما.
ومع حرصه على عدم مشاهدة النشرات، إلا إن القدر شاء أن يريه مشهد آلامه كثير وزاده حزنا على حزنه، وهو مشهد أب في غزة- بعد قذف منزله الذي كان يضم زوجته وأولاده – وهو يبكى ويصرخ أولادي أولادي ، والرجل كان في حالة من الأسى والحزن لا توصف ، وعندها علم أن ما يعانيه من حزن على أشياء يستطيع أن يقول عنها الآن تافهة ليس حزنا إنما هو نوع من الدلع والغفلة عن معالي الأمور وانه لا يوجد ما يحزن مثل وضع المسلمين في كل مكان.

الاثنين، ٤ فبراير ٢٠٠٨

حساسية...

وأخيرا وبعد سنين من الحيرة الشديدة بعد أن بدا عليها اثر الغضب سألته على تردد وعلى وجل شديد : لماذا تفعل معي كل هذا؟ هل لأني أحببتك ؟
فأجابها مسرعا بعد أن تمالك زمام نفسه عندما سمع تلك الكلمة السحرية ( أحببتك ) التي لم يكن يتوقعها وبعد ان تجاهل سماعها : أي شئ افعله معك؟
فأجابته بعد أن بدا عليها اثر الانكسار ببوحها له ما لم تكن تريد أن تبوحه : لماذا تتجاهلني دائما ؟ لماذا تصر على معاملتي وكأني لا شئ أمامك؟ لماذا لا تسلم علي عند دخولك؟ لماذا لا تنظر إلي عندما أحدثك ؟ لماذا لا تناديني باسمي؟ لماذا لا تتحدث معي مثلما تتحدث مع الجميع ؟ لماذا تترك المقعد المجاور لي وتذهب لتجلس بعيدا دائما؟ لماذا تقسوا علي دائما ؟
فأجابها بثقة شديدة بعد ملاحظتها لها : الإجابة بسيطة لأني احبك!
عندئذ تمالكت نفسها بعد أن لمح في عينيها بريق الفرحة بتلك الكلمة عندئذ قالت له مسرعة : أنا لم اقصد أنى احبك بالمعنى الذي فهمته إنما اقصد أنى احبك مثلما أحب أخي.
أريد أن أقول :
إن شدة حساسيتنا تجاه إنسان معين تجعلنا نتصرف بعكس ما نشعر به نحوه سواء أكان حبا أو بغضا وكأننا نريد أن ننفى تلك التهمة عن أنفسنا ، ولكن هيهات فان مشاعرنا لا تحتاج إلى تصرفات حتى يفهمها الآخر فقديما قالوا ( من القلب للقلب رسول )

الاثنين، ٧ يناير ٢٠٠٨

جبنا موز...


فى عز الشتاء البارد والمطر الموحل عندما كنت أسير في أحدى الشوارع منفردا ليلا – كعادتي - لفت انتباهي طفلة صغيرة لا تتجاوز الخمس سنوات وهى ترقص فرحا بعد أن اخبرها شقيقها الذي يكبرها تقريبا بسنتين أو ثلاث سنوات بأنهم اشتروا موز أخذت البنت ترقص وتقول : جبنا موز ، جبنا موز
يا إلهي ما أجمل أن تشاهد فرحة طفل صغير، ما ارق من أن تشاهد ابتسامته، بل وما أجمل أن تكون سببا في فرحته
وما أعجب أن الأشياء التي تفرح هؤلاء الأطفال هي أشياء تافهة بالنسبة لنا معشر الكبار
أخذا يلح عليا سؤال قهري وهو كم مرة كنت انا فيها سببا في سعادة أحدا من أطفال المسلمين ...؟



وأنت كم أسعدت من أطفال المسلمين...؟