الجمعة، ٩ نوفمبر ٢٠٠٧

...سر اللعبة


كثيرا ما استهوتني فكرة أن أفكر بطريقة تفكير الاخر، بمعنى أن أضع نفسي مكان الاخر لأرى كيف يفكر الاخر.
قابلت في حياتي أناس لا ازعم أنهم كثيرون ولكنهم أيضا غير قليلون،
ورأيت منهم الحزين والسعيد والطفل والمراهق والكهل وأيضا المجنون...، وضعت نفسي أمام هؤلاء جميعا وتسألت فيما أفكر إن كنت طفل مثلا أو مراهق أو شاب أو مجنون... أريد أن اعرف ما الذي يشغل راس طفل ذو ثلاث سنوات مثلا ...أو كيف يرى المجنون الناس من حوله هل حقا يرى نفسه انه العاقل الوحيد وجميع من حوله مجانين... أريد أن ادخل بداخل كل فرد لأعرف ما يشغل بال كل منهم وما هي اهتماماته؟ وما هي أحلامه؟ وكيف يرى العالم الخارجي من حوله...؟، ولكن هيهات! فما أنا إلا عقل واحد لن يستطيع أن يعيش بعقول جميع الناس في آنِِ واحد، فهذا درب من الجنون، وحتى ان كان درب من الجنون فلا مانع فالجنون موجود بداخلنا جميعا، ولكني اكتشفت أن كل فرد من الناس يكمل الآخرين ليعيش الجميع الحياة بهذا التناسق البديع، والناس في الحياة جميعا مثل لعبة المكعبات، كل مكعب مختلف عن الاخر ولكن كل مكعب على حده هام لتكميل المجموعة وكل مكعب له ستة أوجه مختلفين كل وجه يكمل شكل معين مختلف عن الاخر تماما، وكذلك الإنسان فله أوجه مختلفة في نفسه، فله في الطفولة وجه، وله في المراهقة وجه، وله في الشباب وجه ...وهكذا، كل وجه هام في وقته ليلعب دوره بإتقان، ولا يصح أبدا أن يسيطر وجه على الآخرين، وكل وجه نكتشف أشياء بداخله لا نستطيع اكتشافها إلا عندما ننتقل للوجه الاخر فنحن لا نستطيع الشعور بمدا تفاهة تفكير الطفولة إلا عندما ننتقل إلى المراهقة، ولا نكتشف اندفاع تفكير المراهقة إلا بعد الانتقال إلى الشباب ...وهكذا
وهذا هو جزء من سر اللعبة الكبرى – لعبة الحياة –
أما سر اللعبة بأكملها فلن نستطيع فهمه إلا بعد أن نلعبها أولا ، وللأسف عندما نستوعب سر اللعبة بأكمله نكون قد أصبحنا عاجزين عن الاستمرار فيها.


اسأل الله أن ينفعنا جميعا

هناك ٦ تعليقات:

sonrmsis يقول...

والله يادكترة انا شايف ذيك ان الحياة لعبة
ودة شئ اكيد بس ياترى حنفوز فى اللعبة دى ولا حنخسر وياترى ممكن نتعادل يعنى لانكسب ولانخسر ذى اى لعبة
بيتهيألى ان دى اللعبة الوحيدة اللى مافيهاش تعادل
وزى ماأنت فولت كل واحد ممكن يكون جواه جانب مجنون فأكيد برضو برضو جواه جانب عاقل والصح بقى اننا نستخدم الجانب العاقل فى كل مرحلة من المراحل اللى احنا بنعدى بيها والعقل بيقول اننا نحاول نستغل المرحله اللى احنا فيها على قدر الامكان علشان المرحلة دى لما تعدى مانندمش ونرجع نقول ياريت
ولا ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اسيبك بقى علشان استغل المرحله اللى انا فيها دلوقتى
والمفروض انت كمان!!!!!!!!!!!!.

اسلام الكوابرى من جديد

أمير القلوب يقول...

إني أعيش بأفكار اللي قدامي أو عقليته دي صعبة شوية وزي ماأنت قلت ده لازم علشان التناسق العام
لكن سر الحياة معروف
وهي الروح وغذاء الروح معروف
يعني ممكن نعرف سر اللعبة
ونلعبها صح
بس الموضوع رائع
تقبل تحياتي

غير معرف يقول...

طرح رائع
تحياتى

غير معرف يقول...

فيما يتصل بنفس السياق أعجبتنى مقالة للبروفيسور هارون يحيى أذكر منها ما يلى
هل تفكرت يوماً في حقيقة وجودك، كيف حملتك أمك ثم ولدتك، فجئت الى هذا العالم ولم تكن من قبل شيئاً؟

هل تأملت يوماً كيف تنبت تلك الأزهار المزروعة في أحواض غرفة الجلوس من قلب تراب أسود فاحم موحل بألوان زاهية وشذىً عطر؟

هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف انها تحرك أجنحتها بسرعة فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها؟

هل تفكّرت يوماً بأن قشور الفاكهة المهملة هي في حقيقتها أغلفة حافظة عالية الجودة، وبأن هذه الفاكهة - كالموز والبطيخ والبرتقال مثلاً- موضبة في داخلها بطريقة تحفظ طعمها وشذاها؟

هل تدبّرت يوماً كيف يمضي العمر حثيثاً، فتذكرت أنك سوف تشيخ وتصبح ضعيفاً وتفقد جمالك وصحتك وقوتك؟

هل فكرت في ذلك اليوم الذي سوف يرسل الله فيه ملائكة الموت لترحل معهم عن هذا العالم؟

هل تساءلت يوماً لماذا يتعلق الناس بدنيا فانية فيما هم بحاجة ماسة الى المجاهدة من أجل الفوز بالآخرة؟

ان الانسان هو المخلوق الذي أنعم الله عليه بملكة التفكير، ومع ذلك فإن معظم الناس لا يستخدمون هذه الملكة المهمة كما يجب، حتى أن بعض الناس يكاد لا يتفكر أبداً!..

في الحقيقة كل انسان يمتلك قدرة على التفكر هو نفسه ليس على دراية بمداها، وما ان يبدأ الانسان باستكشاف قدرته هذه واستخدامها، حتى يتبدى له الكثير من الحقائق التي لم يستطع أن يسبر أغوارها من قبل. وهذا الأمر في متناول أي شخص، وكلما استغرق الانسان في تأمل الحقائق، كلما تعززت قدرته على التفكر. ولا يحتاج الانسان في حياته سوى هذا التفكر الملي والمجاهدة الدؤوبة من بعده..
إن الهدف من هذا الكتاب هو دعوة الناس الى" التفكير كما ينبغي"، وإبراز الوسائل التي تساعدهم على ذلك. فالانسان الذي لا يتفكر يبقى بعيداً كليّاً عن إدراك الحقائق ويعيش حياةً قوامها الإثم وخداع الذات، وبالتالي فإنه لن يتوصل الى مراد الله من خلق الكون، ولن يدرك سبب وجوده على الأرض.. فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء لسبب، وهذه حقيقة ذكرها عز وجل في القرآن الكريم بقوله: "وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما الا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون" الدخان: ]38-39[. وقوله:"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم الينا لا ترجعون"] المؤمنون: 115[

اذاً على كل انسان أن يتفكر في الغاية من خلقه لأن ذلك له علاقة مباشرة به أولاً، وبكل ما يراه حوله في الكون وكل ما يعرض له في حياته تالياً. ان الانسان الذي لا يتفكر، لا يدرك الحقائق الا بعد الموت حين يقف بين يدي ربه ليلقى حسابه، وحينها يكون الأوان قد فات. والله تعالى يذكر في محكم كتابه إن كل الناس سوف يتفكرون عندما يعاينون الحقيقة في يوم الحساب "وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي" ]الفجر: 23-24 [

لقد أعطانا الله جلّ وعلا الفرصة للتفكر واستخلاص العبر ورؤية الحقائق في هذه الحياة الدنيا لنفوز فوزاً عظيماً في الآخرة، فأنزل الكتب السماوية، وأرسل الرسل داعياً الناس عبرهم للتفكر في أنفسهم وفي خلق الكون من حولهم."أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى، وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون" الروم:8

ولعل لى من عودة ان شاء الله


سيد يوسف

د/ أحمد عامر يقول...

أولا أعتذر عن التأخير لكن اعذرني
ثانيا كلامك جميل بخصوص التناسق البديع بين الناس و أعمالها و أفكارها و شخصياتها و وظائفها و ده ضروري عشان تستمر الحياة و يكون فيه تباين ضروري عشان نقدر نحدد هويتنا و نختار الأفضل لينا في الآخرة
لكن عندي تعليق صغير
جميل ان الواحد يفكر تفكير الآخر و يفهمه عشان يقدر يفهم الحياة أكتر و كمان سر اللعبة و ده نوع من الذكاء
لكن المشكلة ان الواحد يتمادى في التفكير للآخر لدرجة انه يعيش حياته و كأنه في تمثيلية أو فيلم سينمائي يفضل فيه فترة طويلة
لأن كده الواحد بيقتل نفسه و يعيش حياة مش حياته و المشكلة انه يكون صعب عليه انه يخرج منها
ممكن نعجب بشخصية معينة او تفكير معين لكن ده مش معناه اننا نقتبسها كلها احنا ممكن نختار منها اللي يناسبنا و نكيفة بالطريقة اللي تتناسب مع طبيعة تكوينا
لأننا لو عشنا فيلم أو أقصد حياة الآخر فده معناه ان احنا بنقتل نفسنا و نعيش الآخر
فهل حياتنا(تفكيرنا) لا تستحق الاهتمام بها أم أنها لا تستحق الحياة ؟
تقبل تحياتي

غير معرف يقول...

من تدخل فيما لايعنية نال مالا يرضيةيابنى ارضى بما قسمة اللة لك تكن اغنى الناس