الأحد، ٢٥ نوفمبر ٢٠٠٧

اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل منها؟!



بطبيعة دراستي كطالب للطب كنت أمر على الكثير من المرضى بشتى أنواع المرض في المستشفيات الجامعية ،احزن أحيانا ، وأتألم أخرى وفى كل حال احمد الله على نعمة الصحة، ولكنى لم أتأثر كثيرا مثل تلك الزيارة التي زرت فيها قسم طب الأطفال بإحدى المستشفيات ، فقد رأيت العديد من الأطفال الضعفاء كل منهم يعانى علة مختلفة فهذا أحدهم يعانى من نوبات صرعية مع انه لم يتجاوز الثالثة من عمره والثاني يعانى من عيوب خلقية بالقلب ، أما الأخر فقد حرمه الله من نعمة البصر ، بل هناك من حرمه الله من نعمة العقل أصلا فهو مولود بمتلازمة داون ، عندئذ ضاق صدري ، أخذت أتصور كيف حالي لو كنت مثل هؤلاء ، كيف كنت سأرى الناس لو كنت حرمت مثلا من نعمة العقل بل كيف سيكون إدراكي حينئذ لمن حولي ...................تخيلات كثيرة دارت برأسي، وللأسف كلها تخيلات مؤسفة أو محزنة ..................
وعندها تبادر إلى ذهني سؤال قد يراه البعض بل قد يراه الكثير اعتراضا منى على حكمة الله ولكن عقلي لا يستطيع التوقف عن الإلحاح ، ماذا فعل هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى يجعلهم الله كذلك ، ما ذنب طفل برئ دون سن التمييز يجعله الله يعانى طيلة حياته ، وإذا كان الله اشد رحمة بنا من أمهاتنا ، فلماذا لم يرحم هؤلاء الضعفاء ، كيف يقول في كتابه انه الرحمن الرحيم ويخلق طفل كهذا لم يفعل ولو حتى معصية واحدة ، هل صحيح أن الله خلقنا في هذه الحياة لنعاني..........شطح عقلي بالتفكير.................
كثيرا ما رددت هذا الدعاء المشهور ( اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل منها ) ولم اكتشف أن هذا الدعاء بدأ يأتي ثماره معي إلا عندما تذكرت بعض الآيات من القران الكريم ، تلك الآيات الشهيرة من سورة الكهف التي تحكى لنا قصة النبي موسى –عليه السلام- والخضر ذلك العبد الصالح ، عندئذ تذكرت كيف استنكر نبي الله موسى ما فعله الخضر اشد استنكار ، ولكنه كان يفعلها لحكمة لم يدركها نبي الله ، نعم أدرك موسى الحكمة مؤخرا ولكنها كانت لم تخطر له ببال في البداية ، عندئذ أدركت أن كل ما يحدث لنا من نكبات وأزمات وعلل مختلفة هي لحكمة لا يعلمها إلا الله ، قد ندرك هذه الحكمة فيما بعد ، وقد لا نستطيع أصلا إدراكها، ولعلها تكون كل الخير
وعندئذ أدركت أن عقلي البشرى لا يستطيع إدراك حكمة الله في كل ما يحدث حولنا
وعندئذ تعلمت أن من يحشر انفه في كل شئ ، لمعرفة حكمة الله من كل شئ هو كمن ينازع الرب ربو بيته
وعندئذ أسلمت أمري لله واستسلمت له فهو ارحم بي من أمي ، وأصبحت على يقين من أن كل قضاء الله خير

اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل منها أبدا

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

آمين

جزاك الله خيرا اخى ايمن

رائع ما كتبت

بوركت

غير معرف يقول...

اللهم زدك في هدايتك